هل رفض علي مبايعة ابو بكر؟
ولم يبايع علي بن أبي طالب، ابن عم وصهر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، أبي بكر مباشرة بعد وفاة النبي. وهنا السياق:
1. حادثة السقيفة: بعد وفاة النبي عام 632 م، انعقد اجتماع في سقيفة بني ساعدة بالمدينة المنورة. وقد ناقش خلال هذا اللقاء بعض الصحابة البارزين مسألة القيادة والخلافة. وحضره أبو بكر وعمر بن الخطاب وآخرون.
2. اختيار أبي بكر: بايع غالبية الحاضرين في السقيفة أبي بكر كأول خليفة. لكن علي لم يكن حاضرا خلال هذا التجمع. وكان مشغولا بترتيبات دفن النبي.
3. بيعة علي المؤجلة: لم يبايع علي على الفور لأبي بكر. وشملت أسبابه:
– التعيين الإلهي: رأى علي أن قيادة المجتمع المسلم يجب أن تقوم على التعيين الإلهي وليس على الاجتماع العام.
– وصية النبي: علم علي أن النبي أبدى رغبته في أن يقود علي الجماعة من بعده. ومع ذلك، لم يكن هذا معروفًا عالميًا في زمن السقيفة.
– الولاء لآل النبي: كان علي على اتصال وثيق بأهل البيت (آل النبي) وشعر بمسؤولية حماية حقوقهم.
4. البيعة اللاحقة: في النهاية، بعد بضعة أيام، تعهد علي بالولاء لأبي بكر. لم يكن قراره بسبب أي شك في تقوى أبي بكر أو مؤهلاته، بل كان بسبب قناعته بأن الخلافة كان يجب أن تتبع عملية مختلفة.
5. وجهات النظر التاريخية: تفسر الروايات التاريخية المختلفة هذا الحدث بشكل مختلف. يؤكد البعض على ولاء علي لعائلة النبي، بينما يسلط آخرون الضوء على الحاجة الملحة للحفاظ على الوحدة في المجتمع الإسلامي الناشئ.
باختصار، لم يرفض علي صراحةً بل أخر تعهده بسبب وجهة نظره الفريدة في القيادة والتزامه تجاه آل النبي. يُظهر ولاؤه النهائي لأبي بكر رغبته في الوحدة والاستقرار داخل المجتمع المسلم.